قصة صغيرة

شبابيك منسية

 وبيذكّرني فيك لون شبابيك بس ما بينسيني شو حصل

*** صدمة ***

أكتب هذه الكلمات وأنا تحت هول الصدمة.

 إنها النهاية.

 لقد حان الوقت.

على الأرجح سيكون النص الأخير الذي سأكتبه عنك. لربما لن أجد الكلمات التي سأصفك بها بعد الآن.

انتهى كل شيئ ببساطة كما بدأ في سهرة من شهر كانون الأول القارس. أتذكر يومها كيف كنت تلاحظ التفاصيل الصغيرة، كيف حظيت بالعناق الأول من يديك، كيف …

تتخابط الأفكار في رأسي، تغلي، تتزاحم فيما بينها، يرفض بعضها الخروج خوفاً منك، خوفاً من رعب نشرتهُ على تصرفاتي، على كلماتي، على تعابيري، على حركات يداي، على تأوهاتي الجنسية معك .

 أرفض أن أحول هذا النص الى ذكرى للتضحيات التي قدمتها، فهذه خيانة لجمال ما جمعنا.

سأصمت.

*** انتهت اللعبة ***

ابتداء من الليلة سأنام دون التفكير بلقاءٍ محتمل في الغد.

 أملُ إنتظارك مات.

أرديتهُ.

أملٌ رافقني لمدة سنة وثمانية أشهر بالتمام والكمال كلما سندت رأسي على وسادتي وقبل أن أسلًم عيناي للنوم كنت أفكر بك وبلقائنا المقبل.

 *** أعلنت الحداد ***

أعلنت الحداد فوضعت صورتك في بروازٍ وعلقتها على حائط ذاكرتي.

الوجه متجهم، لا نحيب، لا بكاء ولا عويل فأنا أصبحت أتبع التقاليد الغربية في مناسبات مماثلة. تخليت عن الإنهيار والاكتئاب الذي كنت أصاب به في الماضي. أصبحت ناضجاً كما يقول صديقي سام الكندي والناضج لا يحق له البكاء على الأطلال، ربما أيضاً لا يحق له الضحك والفرح والسعادة. كل ما ينقص المناسبة موسيقى كلاسيكية راقية أو موسيقى جاز أو صوت فيروز يصدح “يا سلام على بكرا يا سلام على حبّك يا سلام“.

 نعم ما زلت أفضل صوت وأغاني فيروز.

وبيضل تذكار عن مشهد صار في خبز في ملح في رضى

*** المنشفة الصفراء ***

أتذكر جيداً كيف استشطت غيظاً على صديقي الفرنسي جيروم عندما أدركت أنه استعمل منشفة الإستحمام الصفراء الخاصة بك. منشقة كنت أخبئها لك من زيارة الى الأخرى لكي تلتقط قطرات الماء عن جسدك بعد الإستحمام. من الآن وصاعداً ستبقى هذه المنشقة مكانها على الرّف المقابل لسريري، لن يستعملها أحد، ستصبح كتحفة معروضة دون ممارسة وظيفتها في إلتقاط الماء عن جسد أحدهم بعد اليوم فهي أيضاُ ماتت.

*** أخبار منسية ***

ستضيق جدران غرفتي بكمّ الأخبار الوفيرة التي كنت قد خبئتها لك منها التافه ومنها الشخصي منها ما أحتاج لمشورتك ورأيك فيها ومنها التي أريد فقط مجرد التفوه بها. أردت أن أخبرك عن بيت جدّي، بيت الطفولة، الذي تهدّم، وزواج هيلين ، صديقتي الحميمة أيام الجامعة التي كانت تريدني زوجاً لها والتي لا تدرك حتى اللحظة عن مثليتي. أردت أن أريك العطر الجديد الذي اشتريته والشارب الخفيف الذي ينمو رويداً فوق شفتي العليا. أردت أن أطلعك عن سفري الى فرنسا والمنتدى الذي شاركت به، عن انتقالي المحتمل للعمل في الإمارات، عن الامتحان الذي نجحته اليوم بتفوق، عن الخوف القلق والإحباط الذي يتملكني مؤخراً من مشاهد القتل والدمار وسوء الأوضاع، عن غيرها وغيرها من الأخبار والنهفات والأساطير التي أعتدت أن أطلعك عليها.

*** أرشيف ***

واق ذكري كُنتَ قد نسيته على الكومودينة الملاصقة لسريري.

أحفظه في الدرج تحت كتاب الصلاة.

ما من صور تجمعنا. أكتفي ببعضٍ من صورك التي تتكفل بإظهار غموضك والتي وجدتها وجمعتها من  شبكة الانترنت في مهمة شبه مستحيلة.  أحتفظ بها على حاسوبي الخاص، هي قديمةٌ بعض الشيئ ولكنها كافية لتذكرني بك من وقت للأخر. لا تخف لن أريها لأحد.

أفتقد ولو شعرةً من شعرات ذقنك الخشنة.

أفتقد سماعك تغني بالإيطالية Una Notte a Napoli

أفتقد…

رأي واحد حول “قصة صغيرة

أضف تعليق